من المحزن أننا نحن البشر نري من نحبهم يفارقون الحياة كل يوم ، ولا يخطر ببالنا أننا سنواجه المصير نفسه ، عاجلا أم آجلا. إن مجرد العيش مع هكذا شعور ، وهكذا احساس ، لهو كفيل بأن يفقدنا ما لحياتنا من معني ، وما لها من أهداف وغايات وعلي العكس من ذلك فإننا إن أدركنا المصير أو المنتهي ، فسيجعل ذلك من حياتنا ، بحق ، حياة ذات معني ، وذات هدف نحن هنا في تلك الحياة للعمل والاجتهاد والجد وبذل النفيس ، وجهاد النفس ، وعدم الانصياع لرغباتها وأهوائها إن من يستسلم لنفسه ، ويخضع لها ، فلن يجني سوي الخسارة والحسرة والندم علي ذلك التصرف . نعم نحن في تلك الحياة في صراع متعدد الجهات : مع النفس ، مع مشكلات الحياة ، مع الناس ، مع العمل ، إلي غيرها من تلك الصراعات المختلفة وفي بعض الأوقات ، يكون الاتجاه في حياتنا وكأننا قد فقدنا البوصلة ، وأصبحنا لا نعرف لماذا نحن هنا علي ظهر تلك الأرض من الأساس. وبكل أمانة ، عندما يحدث ذلك ، فإن الأمر لا يتوقف هناك ، بل تبدأ إرهاصات ذلك التوهان في الظهور : عدم الاكتراث بضياع الوقت ، واللامبالاة بشأن أهميته وقيمته ، والاهتمام بتوافه الأمور ، والانشغال بما لا يفيد ، ...