بينما أنا جالس صباح ذلك اليوم ، أقوم بتنزيل ملفات تعليم اللغة الإنجليزية للطلبة الفرنسيين ، كانت الموسيقي تعمل في الخلفية ، ومعها تتناوب الذكريات علي عقلي وفكري ، فتجلد مع حضورها كل حواسي بلا هواده
من بينها تلك المواقف التي مرت علي منذ بدأت العمل مع مستشفي الرويس. ومع كل لحظة من شغلها لذلك الحيز من تفكيري ، يصيبني الهم والحزن والقلق ، لا لشيئ إلا علي ما قد يكون لذلك من عواقب علي حياتي ، وأيضا علي أهلي : أمي وأبي وإخوتي ، وكذلك علي صورتي أمام نفسي
.ما أرجوه و أتمني أن يتحقق هو أن أقوم بتسديد ما علي من ديون ، وساعتها لا يهمني ما سيحدث ، أيا ما كان
المهم الآن بالنسبة لي هو أن أكون بلا دين ، وأن أبدأ بأسرع ما يمكن لتحقيق ذلك . في نفس الوقت علي أن أقوم بعمل نوع من الموازنة بين ما أقوم بإنفاقة هنا ، وبين ما سأرسله إلي مصر ، بالإضافة إلي ذلك الجزء الذي سيتم تخصيصه لسد ذلك الدين المستحق
وللتمكن من الوصول إلي ذلك الهدف ، فيمكنني العمل علي التقليل من إنفاقي هنا علي قدر المستطاع . إذ إنه من خلال ذلك يمكنني أن أصنع الفارق بكل تأكيد
أعلم أن ذلك سيكون تحديا ، ولكنني أستطيع القيام به ، فذلك ليس جديدا ، فلطالما عشت ظروفا قاسية من قبل ، وكنت قادرا علي عبورها
وبالحديث عن التقليل من الإنفاق أو الاقتصاد ، فقد كان بإمكاني عندما ذهبت مساء أمس لأشتري خبزا وبطاطس ، وطماطم ، وفلفل أصفر ، أن أكتفي فقط بالبطاطس . ثم أقوم بسلقها ، ثم هرسها ، مع الخبز ، والشاي .، وفقط
ولكن لا مشكلة ، لأتعلم من الموقف ولآخذ منه الدرس للمستقبل . أيضا فبإمكاني أن أقوم بالتبديل بين البطاطس المهروسة ، والفول المدمس مع الفلفل الأخضر والليمون ، و لا بأس إن كانت هناك البطاطس المقلية كذلك ، والبيض المسلوق ومعه الكاتشب ، والتونه ومعها الليمون ، والجبنة ومعها المخلل ، وهناك كذلك الحلاوة الطحينية مع الخبز
أيضا بإمكاني الاكتفاء ببعض الزبادي مع العسل في المساء ، أو كوب من الحليب ، بدلا من الذهاب إلي المطبخ ، وقضاء المزيد من الوقت في تجهيز أكل لن يكون هناك من ورائه أية عوائد غذائية تزيد عن تلك التي ستحتويها علبة الزبادي أو كوب الحليب علي أي حال
ولا يضر في نفس الوقت ألا أنسي من فترة لأخري أن أشتري بعض الفواكه ، كالبطيخ الماليزي ، وغيره
مرة أخري ، نحن نريد التقليل من الإنفاق قدر المستطاع ، بالإضافة إلي التقليل من الوجود في المطبخ ، وقضاء ذلك الوقت في عمل أشياء أخري كالقراءة ، او الاستماع إلي مواد مفيدة ، وغيرها
الآن علي الذهاب كي أنتهي من كوي ذلك البنطلون ، فقد تأخر الوقت
شكرا جزيلا
محمود عاطف
الثلاثاء
٣ شوال ١٤٤١ هجرية
٢٦ مايو ٢٠٢٠ ميلادية
في الإمارات العربية المتحدة
أبوظبي
الرويس
سكن مستشفي الرويس
Comments
Post a Comment