من المحزن أننا نحن البشر نري من نحبهم يفارقون الحياة كل يوم ، ولا يخطر ببالنا أننا سنواجه المصير نفسه ، عاجلا أم آجلا. إن مجرد العيش مع هكذا شعور ، وهكذا احساس ، لهو كفيل بأن يفقدنا ما لحياتنا من معني ، وما لها من أهداف وغايات
وعلي العكس من ذلك فإننا إن أدركنا المصير أو المنتهي ، فسيجعل ذلك من حياتنا ، بحق ، حياة ذات معني ، وذات هدف
نحن هنا في تلك الحياة للعمل والاجتهاد والجد وبذل النفيس ، وجهاد النفس ، وعدم الانصياع لرغباتها وأهوائها
إن من يستسلم لنفسه ، ويخضع لها ، فلن يجني سوي الخسارة والحسرة والندم علي ذلك التصرف . نعم نحن في تلك الحياة في صراع متعدد الجهات : مع النفس ، مع مشكلات الحياة ، مع الناس ، مع العمل ، إلي غيرها من تلك الصراعات المختلفة
وفي بعض الأوقات ، يكون الاتجاه في حياتنا وكأننا قد فقدنا البوصلة ، وأصبحنا لا نعرف لماذا نحن هنا علي ظهر تلك الأرض من الأساس. وبكل أمانة ، عندما يحدث ذلك ، فإن الأمر لا يتوقف هناك ، بل تبدأ إرهاصات ذلك التوهان في الظهور : عدم الاكتراث بضياع الوقت ، واللامبالاة بشأن أهميته وقيمته ، والاهتمام بتوافه الأمور ، والانشغال بما لا يفيد ، والغفلة ، وترك الواجبات ، وإتيان المنكرات ، وغيرها الكثير
لقد كثر الحديث عن أهمية الوقت ، ولطالما قطعنا الوعد علي المحافظة عليه ، وعدم تضييعه ، ولطالما تذكرنا كيف كنا صغارا ، ثم ها نحن أصبحنا علي أبواب الأربعين ، و ما أسرع السنين ، وها نحن نري بأعيننا كيف يرحل عنا أحبتنا ، يوما بعد الآخر ، ولم نكن نتخيل في يوم من الأيام أن ذلك سيحدث
لكنها هي الحقيقة التي نتعمد إغفالها دوما ، نعم ، ومن ثم ننشغل بغيرها ، ظنا منا أننا بذلك سنعالج مشكلاتنا ، مع أن العكس هو تماما الصحيح
من هنا لنبدأ من جديد ، ولنقم بإصلاح ما يلزم علينا إصلاحه ، وبسرعة لتدارك ما قد تبقي ، وعدم النظر إلي الوراء ، فما قد فات قد مات ، ولا فائدة من البكاء علي اللبن المسكوب
فليكن من الآن الاتجاه دوما إلي الأمام ، والتقويم المستمر للنفس ، وإصلاحها ، وجهادها ، وتهذيبها ، وممارسة الرياضة ، والقراءة الكثيرة ، والنوم الجيد
شكرا جزيلا
محمود عاطف
صباح السبت
٧ شوال ١٤٤١ هجرية
٣٠ مايو ٢٠٢٠ ميلادية
في الإمارات العربية المتحدة
أبو ظبي ، الرويس
سكن مستشفي الرويس
Comments
Post a Comment